هلال وظلال
عبد المنعم هلال
في زمن مليء بالتحديات والظروف غير السهلة، يستعد منتخب السودان المحلي للمشاركة في بطولة "الشان" 2024، وقلوب الناس كلها معه. أملهم كبير أن يرفع المنتخب الراية ويقول للعالم: السودان حاضر.. رغم الحرب، رغم الوجع.
بطولة "الشان" تختلف عن باقي البطولات لأنها تضم فقط اللاعبين الذين ينشطون في الدوريات المحلية، أي لا تضم محترفين من خارج البلاد. لذلك، تُعد فرصة حقيقية لقياس قوة الدوريات والمنتخبات المحلية.
النسخة الحالية تُقام في ثلاث دول أفريقية: كينيا، أوغندا، وتنزانيا، وذلك في الفترة من 2 إلى 30 أغسطس 2025، بمشاركة 19 منتخبًا، مقسمين إلى مجموعات، كل واحدة منها تعتبر "مجموعة نار ولهب".
منتخبنا الوطني العائد بعد غياب، وجد نفسه في مجموعة قوية جدًا، تضم:
• نيجيريا (اسم كبير وتاريخ عريق) – مباراتنا معها يوم الثلاثاء 12 أغسطس.
• السنغال (بطلة النسخة السابقة) – مباراتنا معها يوم الثلاثاء 19 أغسطس.
• الكونغو برازافيل (فريق متمرس وثقيل) – نواجهه في أول مباراة اليوم، الثلاثاء 5 أغسطس، وهي مواجهة مهمة جدًا وقد تحدد مصير مشوارنا من بدايته.
المدرب الغاني كواسي أبياه، المدير الفني للمنتخب، صاحب خبرة كبيرة، سبق أن درّب منتخب غانا في كأس العالم 2014، وهو يعرف كرة القدم جيدًا.
منذ توليه المهمة، اعتمد على لاعبي الهلال بشكل واضح، حيث ضم نحو 13 لاعبًا من الهلال، إلى جانب عدد من المريخ وأندية أخرى مثل حي الوادي.
وقد عبّر أبياه عن ثقته في "أولادنا" رغم قصر فترة التحضيرات، مؤكدًا أن الانضباط والروح القتالية هما الأساس.
التحضيرات لم تكن مثالية، والبداية لم تكن سالكة، حيث حدثت تأخيرات في السفر والمعسكر بسبب ظروف إدارية من الاتحاد. حتى المدرب نفسه لم يكن راضيًا وقال إن أيامًا مهمة قد ضاعت.
لكن في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، فإن اللاعبين يأتون من واقع مؤلم، وقد يكون ذلك دافعًا لهم لرفع اسم السودان عاليًا.
أبياه سيلعب بخطة متوازنة غالبًا، يركز فيها على دفاع صلب، وسط متحرّك، وهجوم سريع.
وقد يغيب الغربال (محمد عبد الرحمن) والقائد رمضان عجب بسبب الإصابة، وإذا شارك الغربال سيكون ورقة رابحة في الهجوم، أما في حال غيابه فربما يتم الاستعانة بلاعبين شباب يمكنهم تعويض الغياب وصناعة الفارق.
من المتوقع أن يبدأ المدرب أمام الكونغو بخطة حذرة مع التركيز على المرتدات، خاصةً أن المنافسين في المجموعة يعتبرون من الوزن الثقيل.
مجموعة منتخبنا تُعد من أصعب المجموعات، لكن كرة القدم لا تعرف المستحيل.
إذا تمكن منتخبنا من الفوز أو التعادل أمام الكونغو، فسيزيد ذلك من الأمل، ونقطة واحدة من مباراتي نيجيريا أو السنغال قد تكون كافية للتأهل.
الكثيرون يظنون أن السودان سيكون "ضيف شرف"، لكن من يعرف تاريخنا في "الشان" يدرك أننا لا نذهب هناك لمجرد المشاركة.
ففي 2011 أحرزنا المركز الثالث، وفي 2018 بلغنا ربع النهائي، والطموح لا يزال قائمًا.
منتخبنا الوطني يدخل "الشان" ممثلًا لاسم السودان كله، وهو يحمل أوجاع الحرب والشتات، لكنه أيضًا يحمل حلم الناس.
كواسي أبياه يملك الخبرة، وكتيبته من اللاعبين يملكون الرغبة، والجماهير تملك الدعوات الصادقة من القلب.
إذا توفرت الروح القتالية والانضباط، يمكننا تحقيق المفاجأة.
غايتو، نحن واثقون في صقور الجبال.. وربنا يوفقهم ويشرفونا.
0 التعليقات